قلت: وهو من المكابدة أي الاجتهاد في العمل، وليس بجارٍ على الفعل، قال ابن سيدة: كابده مكابدة وكباداً: قاساه، والاسم كابد كالكاهل والغارب انتهى.
ومما يشهد لقول يعقوب أنه لم يأتِ بعد اسم الفاعل / ١٧٢ / بما يكون خبراً له، وكأن الناظم ارتاب بعد ذلك في البيت، ولهذا لم يذكر في (التسهيل) مجئ كائد، ولا في (الخلاصة)، بل غير فيها قوله في الكافية:"وكاد واحفظ كائداً وموشكا" إلى قوله: "وكاد لا غير وزاد واموشكا".
وبعد، فالظاهر ما أنشده الناظم، وكنت أقمت مدة على مخالفته، وذكرت ذلك في (توضيح الخلاصة)، ثم اتضح لي أن الحق معه، لأن الشاعر قال:
(وكدت وقد جالت من العين عبرة ... سما عائد منها وأسبل عائد)
(قذيت بها والعين سهو دموعها ... وعوارها في جانب الجفن زائد)
(فإن تركت للكحل لم تترك البكا ... وتشري إذا ما حثحثتها المراود)
(أموت أسى ..... البيت)
فقوله (وكدت) خبره قوله (أموت) وما بينهما اعتراض، وكأنه قال: كدت أموت ولا بد لي يقيناً من هذا الأمر الذي أنا كائد ألابسه الآن، و