وإن قدرت كلمتين: حرف الاستفهام و (ما) التي أريد بها معنى حقاً، فتحت أن كالفتح بعد قولك: أحقاً، قال:[البسيط].
(أحقاً أن جيرتنا استقلوا ... فنيتنا ونيتهم فريق)
وهذا البيت لرجل من عبد القيس، وقيل: هو للمفضل بن معشر البكري، وإنه إنما سمي مفضلاً لهذه القصيدة والبيت أولها وبعده:
(فدمعي لؤلؤ سلس عراه ... يخر على المهاوي ما يليق)
(فودعها وإن كانت أناة ... مبتلة لها خلق أنيق)
(استقلوا) نهضوا مرتفعين مرتحلين. و (النية) الجهة التي ينوونها. يصف افتراقهم عند انقضاء المرتبع ورجوعهم إلى محاضرهم.
قال الأعلم في شرح هذا البيت: والفريق يقع للواحد المذكر وغيره كصديق وعدو انتهى.
وإنما فريق هنا بمعنى متفرقة. و (عراه) خروقه. و (يخر) يسقط. و (المهاوى) ما بين العين إلى الصدر، مفرده مهواة. و (ما يليق) ما يثبت ولا يستمسك. وأنشد سيبويه:[الطويل].