القصيد, وبعده:
(ولمّا قرعّنا النبعَ بالنبعِ بعضَه ... ببعضٍ أبت عيدانُه أنْ تكسَّرا)
(ولمَّا لقينا عصبةً ثعلبيةً ... يقودون جُرْداً للمنيّةِ ضُمَّرا)
(سقيناهُمُ كأساً سَقونا بمثلِها ... ولكنهم كانوا على الموتِ أصْبَرا)
وهذه القصيدة من المُنْصِفات, فإنه جعلَ أعداءهُ شركاءهم في الشجاعة, وفضَّلَهم بالصَّبْر.
ويقال لكلَ من أخطأ في القياس: (ما كلُّ سوداء تمرة, ولا كلّ بيضاء شحمة).
أي: كانَ ظنُّنا أنْ نظهرَ عليهم, فوجدناهم صُبراً على حربنا, فساوونا في الشدَّةِ والصبر, فلم يكسرْ واحدٌ مِنَّا صاحبَهُ.
و (الجُرْد) قصار الشعر /٢٥٠ (٢٢٠) / من الخيل.
وفي البيت الثاني ردّ الزجّاج في منعهِ أنْ يتعدَّدَ البدل, فيقال: ضرب رجل امرأة زيد هندَ, فإن قوله: بعضَه ببعضٍ, بدلان من النبع بالنبع.
وأما البيت الثاني فالرَّباح, بفتح الراء, والرَّبح بكسرها, واحد, وهو تمييز منتصب باسم التفضيل, و (أصبح) بمعنى صار, مثلها في: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران:١٠٣].