(إن ترسّمْتَ من خرقاء منزلةً ... ماءُ الصّبابةِ من عَيْنيك مسجومُ)
(تلك التي يتّمَتْ قلبي فصارَ لها ... من حُبِّه ظاهرٌ بادٍ ومكتومُ)
وقبله في صفة فلاة:
(للجِنِّ بالليلِ في حافاتِهَا زَجَلٌ ... كما تجاوب يومَ الريحِ عَيْشومُ)
(زجل) بالزاي والجيم مفتوحتين، صوت رفيع. و (عيشوم) بالمهملة فآخر الحروف المعجمة، ما هاج من الحماض، الواحد (عيشومة) وشجره مما يشتد صوت الريح فيه، و (هَنّا) في البيت بفتح الهاء وتشديد النون فيهن وهي أضعف اللغات، لأنها إن كانت فعّل فليس من أوزان الأسماء، فأما شلّم ويُقَّمً فأعجميان، وإن كان فَعْلى فقد خرجت عن مادة هنا، لأن ألفه لام.
و (هنَّا) الأول ظرف لزجل في البيت قبله، و (لهن هينوم) مبتدأ وخبر، و (بها) متعلق بالاستقرار و (ذات) ظرف له، أو لهينوم، وهو من /٥٣/ الهَيْنَمة، وهي الصوت الخفي، والضمير (لهن) راجع إلى العيشوم أو للجنّ، والأول أظهر في اللفظ، والثاني أظهر في المعنى، وهو على حد قوله:[الوافر].
يريد طوالع العسكر فأعاد عليهم ضمير جماعة المؤنث (والإيمان) بتقدير وذات الإيمان، ومن أبيات هذه القصيدة بيت يستدلون به على مجيء (قد) من المضارع للتكثير، لأن فيه افتخارًا ولا يفتخر بما يقل، وهو:[البسيط].