قال الهيثمي: "رواه أبو داود باختصار، رواه أحمد والبزار باختصار، ورجاله رجال الصّحيح". "مجمع الزوائد" (٧/ ٣١١). ولكن رواية أبي داود تختلف عن رواية الإمام أحمدة فإن ظاهر رواية أبي داود تدل على أن المسلمين هم الذين يسوقون الترك ثلاث مرات حتّى يلحقوهم بجزيرة العرب، ففيها: "يقاتلكم قوم صغار الأعين"؛ يعني: الترك؛ قال: "تسوقونهم ثلاث مرات حتّى تُلْحِقوهم بجزيرة العرب ... الحديث". "سنن أبي داود"، كتاب الملاحم، باب قتال الترك، (١١/ ٤١٢ - ٤١٣ - مع عون المعبود). قال صاحب "عون المعبود": "وعندي أن الصواب هي رواية أحمد، أمّا رواية أبي داود؛ فالظاهر أنّه قد وقع الوهم فيه من بعض الرواة. ويؤيَّده ما في رواية أحمد من أنّه كان بريدة لا يفارقه بعيران أو ثلاثة ومتاع السَّفر والأسقية بعد ذلك؛ للهرب ممّا سمع من النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - من البلاء من أمراء الترك. ويؤيِّده أيضًا أنّه وقع الشك لبعض رواة أبي داود، ولذا قال في آخر الحديث: "أو كما قال". ويؤَيده أيضًا أنّه وقعت الحوادث على نحو ما ورد في رواية أحمد،. "عون المعبود" (١١/ ٤١٤). ثمّ نقل عن القرطبي ما ذكره في خروج الترك، وأنّهآخرجوا ثلاث مرات على المسلمين، وكان خروجهم الأخير: تدميرهم بغداد، وقتلهم للخليفة والعلّماء والأمراء والفضلاء والعباد، وأنّهم أوغلوا في البلاد حتّى ملكوا الشّام مدة يسيرة، ودخل رعبهم الديار المصرية، إلى أن تصدَّى لهم الملك المظفَّر الملقب بـ (قطز) في معركة (عين جالوت)، فكان له النصر والظفر عليهم كما كان النصر لطالوت، وتفرَّقت جموعهم، وكفى الله المسلمين شرورهم. =