للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القرون، كما قال - صلّى الله عليه وسلم -: "خير النَّاس قرني، ثمّ الذين يلونهم، ثمّ الذين يلونهم" (١).

ولا يزال العلم ينقص، والجهل يكثر، حتّى لا يعرف النَّاس فرائض الإسلام، فقد روى حُذيفة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "يَدْرُس الإسلام كما يدرُسُ وَشْيُ الثّوب، حتّى لا يُدْرَى ما صيامٌ، ولا صلاةِّ، ولا نُسُكٌ، ولا صدقةٌ؟ ويُسرى علىَ كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائفُ مِن النَّاس: الشّيخ الكبير، والعجوزُ؛ يقولون: أدرَكْنا آباءَنا على هذه الكلمةِ؛ يقولون: (لا إله إِلَّا الله)، فنحن نقولُها". فقال له صلةُ (٢): ما تُغْني عنهم (لا إله إِلَّا الله) وهم لا يَدْرون ما صلاةٌ، ولا صيامٌ، ولا نُسُكٌ، ولا صدقةٌ؟ فأعرض عنه حُذيفة، ثمّ ردَّدها عليه ثلاثًا، كلُّ ذلك يُعْرِضُ عنه حُذيفة، ثمّ أقبل عليه في الثّالثة، فقال: يا صلة! تُنْجيهم مِن النّار ثلاثًا (٣).


(١) "صحيح مسلم"، كتاب فضائل الصّحابة، باب فضل الصّحابة رضي الله عنهم ثمّ الذين يلونهم، (١٦/ ٨٦ - مع شرح النووي).
(٢) هو أبو العلّا، أو أبو بكر؛ صلة بن زفر العبسي الكوفي، تابعي كبير، ثقة جليل، روى عن عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وابن مسعود وعلي وابن عبّاس، توفي في حدود السبعين رحمه الله.
انظر ترجمته في: "تهذيب التهذيب" (٤/ ٤٣٧)، و"تقريب التهذيب" (١/ ٣٧٠).
(٣) "سنن ابن ماجه"، كتاب الفتن، باب ذهاب القران والعلّم، (٢/ ١٣٤٤ - ١٣٤٥)، والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٤٧٣)، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. =

<<  <   >  >>