للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أن المراد تقارُب أحوال أهله في قلة الدين، حتّى لا يكون منهم مَنْ يأمر بمعروفٍ، وينهى عن منكرٍ؛ لغلبة الفسق، وظهور أهله، وذلك عند ترك طلب العلم خاصّة، والرضى بالجهل، وذلك لأنّ النَّاس لا يتساوون في العلم، فدرجات العلم تتفاوت؛ كما قال تعالى: {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} (١) [يوسف: ٧٦]، وإنّما يتساوون إذا كانوا جُهّالًا.

٤ - أن المراد تقارب أهل الزّمان بسبب توفُّر وسائل الاتصالات والمراكب الأرضية والجوية السريعة الّتي قَرّبَتِ البعيد (٢).

٥ - أن المراد بلل لك هو قصر الزّمان، وسرعتُه سرعة حقيقية، وذلك في آخر الزّمان.

ولهذا لم يقع إلى الآن، ويؤيد ذلك ما جاء أن أيّام الدجال تطول حتّى يكون اليوم كالسنة، وكالشهر، وكالجمعة في الطول، فكما أن الأيَّام تطول؛ فإنها تَقْصر (٣)، وذلك لاختلال نظام العالم، وقُرب زوال الدُّنيا.

قال ابن أبي جمرة (٤): "يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزّمان:


(١) أنظر: "مختصر سنن أبي داود" للمحذري (٦/ ١٤٢).
(٢) انظر: "إتحاف الجماعة" (١/ ٤٩٧)، و "العقائد الإِسلامية" (ص ٢٤٧) لسيد سابق.
(٣) انظر: "مختصر سنن أبي داود" (٦/ ١٤٢)، و"جامع الأصول" (١٠/ ٤٠٩)، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط.
(٤) هو العلّامة أبو محمّد عبد الله بن سعد بن سعيد بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي المالكي، كان عالمًا بالحديث، وله عدة مصنَّفات؛ منها: "جمع النهاية" اختصر به "صحيح البخاريّ"، وله "المرائي الحسان" في الحديث والرؤيا. =

<<  <   >  >>