للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما جاء في لمذا الحديث واقعٌ في هذا الزمن؛ فإنّه انتشر بين الرجال صبغُ لحاهم ورؤوسهم بالسواد.

والذي يظهر لي- والله أعلم- أن قوله - صلّى الله عليه وسلم -: "كحواصل الحمام" تشبيهٌ لحال بعض المسلمين في هذا العصر، فتجدهم يصنعون بلحاهم كهيئة حواصل الحمام، يحلقون عوارضهم، ويدعون ما على أذقانهم من الشعر، ثمّ يصبغونه بالسواد، فيغدو كحواصل الحمام.

قال ابن الجوزي (١): "يحتمل أن يكون المعنى لا يريحون رائحة الجنَّة؛ لفعلٍ يصدُرُ منهم، أو اعتقاد، لا لعلَّة الخضاب، ويكون الخضاب سيماهُم؛ كما قال في الخوارج سيماهم التحليق، وإن كان


= فيه عبد الكريم بن أبي المخارق، وهو متروك.
ورد عليه أبن حجر، فقال: "أخطأ في ذلك؛ فإن الحديث من رواية عبد الكريم الجزري الثقة المخرَّج له في (الصّحيح) ".
ثمّ ذكر من أخرج الحديث. انظر: "القول المسدَّد" (ص ٤٨ - ٤٩١) لابن حجر.
وقد تبع ابن الجوزي في ذلك العلّامةُ الشوكاني، فقال في كتاب "الفوائد المجموعة": "قال القزويني: موضوع"- "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص ٥١٠) (ح ١٤٢٠) بتحقيق عبد الرّحمن بن يحيى المعلمي، الطبعة الثّانية، ١٣٩٢ هـ، بيروت.
(١) هو العلّامة أبو الفرج عبد الرّحمن بن علي الجوزي القرشي البغدادي الحنبلي، صاحب المصنفات الكبار، الّتي تبلغ نحو ثلاث مئة مصنف في الحديث والوعظ والتفسير والتاريخ وغيرها، توفي رحمه الله سنة (٥٩٧ هـ).
انظر: "البداية والنهاية" (١٣/ ٢٨ - ٣٠)، ومقدمة كتابه "الموضوعات" (١/ ٢١ - ٢٦) لعبد الرّحمن محمّد عثمان، الناشر محمّد عبد المحسن، ط. الأولى، (١٣٨٦ هـ).

<<  <   >  >>