للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ظهور المهدي، وتصف أحاديثه بالتناقض والبطلان، وأن المهدي ليس إِلَّا أسطورة اخترعها الشيعة، ثمَّ دخلت في كتب أهل السنة.

وقد تأثَّر بعض هؤلاء الكتاب بما اشتُهِرَ عن ابن خلدون المؤرِّخ (١) من تضعيفٍ لأحاديث المهدي، مع أن ابن خلدون ليس من فرسان هذا الميدان حتّى يُقْبَل قوله في التصحيح والتضعيف، ومع هذا؛ فقد قال -بعد أن استعرض كثيرًا من أحاديث المهدي، وطعن في كثير من أسانيدها-: "فهذه جملة الأحاديث الّتي خرَّجها الأئمة في شأن المهدي، وخروجه آخر الزّمان، وهي -كما رأيتَ- لم يخلص منها من النقد إِلَّا القليل أو الأقل


= "ضحى الإسلام" (٣/ ٢٣٧ - ٢٤١)، وعبد الرّحمن محمَّد عثمان في تعليقه على "تحفة الأحوذي" (٦/ ٤٧٤)، ومحمد عبد الله عنان في كتابه "مواقف حاسمة في تاريخ الإسلام" (ص ٣٥٩ - ٣٦٤)، ومحمد فهيم أبو عبية في تعليقه على "النهاية/ الفتن والملاحم" لابن كثير (١/ ٣٧)، وعبد الكريم الخطيب في كتابه "المسيح في القرآن والتوراة والإِنجيل" (ص ٥٣٩)، وأخيرًا الشّيخ عبد الله بن زيد آل محمود في كتابه "لا مهدي ينتظر بعد الرسول - صلّى الله عليه وسلم - خير البشر".
وقد تولى الرد على جميع هؤلاء فضيلة الشّيخ عبد المحسن بن محمَّد العباد في كتابه القيم "الرَّدِّ على مَنْ كذب بالأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي"، وخص منها رسالة الشّيخ ابن محمود، حيث بيَّن أن ما فيها مجانب للحق والصواب، فجزاه الله عن الإِسلام والمسلمين خير الجزاء.
(١) هو عبد الرّحمن بن محمَّد بن محمَّد بن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإِشبيلي، أشتهر بكتابه "العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر"، طبع في سبعة مجلدات، أولها "المقدِّمة"، وله عدة مصنفات وشعر، وقد نشأ في تونس، ورحل منها إلى مصر، وتولى قضاء المالكية فيها، وتوفي بالقاهرة سنة (٨٠٨ هـ) رحمه الله.
انظر: "شذرات الذهب" (٧/ ٧٦ - ٧٧)، و"الأعلام" (٣/ ٣٣٠).

<<  <   >  >>