للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن جرير الطّبريّ -بعد ذكره الخلاف في معنى وفاة عيسى -: "وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قولُ مَنْ قال: "معنى ذلك: إنِّي قابضك من الأرض، ورافعك إلى"؛ لتواتر الأخبار عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أنّه قال: ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدَّجَّال" (١).

ثمَّ ساق بعض الأحاديث الواردة في نزوله.

وقال ابن كثير: "تواترات الأحاديث عن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أنّه أخبر بنزول عيسى -عليه السّلام- قبل يوم القيامة إمامًا عادلًا وحكمًا مقسطًا" (٢).

ثمَّ ذكر أكثر من ثمانية عشر حديثًا في نزوله.

وقال صديق حسن: "والأحاديث في نزوله -عليه السّلام- كثيرة، ذكر الشوكاني منها تسعة وعشرين حديثًا؛ ما بين صحيح، وحسن، وضعيف منجبر، منها ما هو مذكورٌ في أحاديث الدَّجَّال ... ومنها ما هو مذكورٌ في أحاديث المنتظر، وتنضمّ إلى ذلك أيضًا الآثار الواردة عن الصّحابة، فلها حكم الرفع، إذ لا مجال لاجتهاد في ذلك".

ثمَّ ساقها وقال: "جميع ما سقناه بالغ حدَّ التواتر كما لا يخفى على من له فضل اطِّلاع" (٣).

وقال الغُماري (٤): "وقد ثبت القول بنزول عيسى -عليه السّلام- عن غير


(١) "تفسيير الطّبريّ" (٣/ ٢٩١).
(٢) "تفسير ابن كثير" (٧/ ٢٢٣).
(٣) "الإذاعة" (ص ١٦٠).
(٤) هو أبو الفضل عبد الله محمَّد الصديق الغماري، من علماء هذا العصر.

<<  <   >  >>