للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ومنها ما جاء في حديث النوَّاس بن سمعان رضي الله عنه، وفيه: "إذا أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجتُ عبادًا لي لا يُدان لأحد بقتالهم، فحرِّز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كلّ حَدَب ينسلون (١)، فيمرُّ أولئك على بحيرة طبريَّة، فيشربون ما فيها، ويمرُّ آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرَّة ماء، ويُحْصَرُ نبي الله عيسى وأصحابه حتّى يكون رأس الثور لأحدهم خيرًا من مئة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابُه، فْيرسلُ الله عليهم النَّغَف (٢) في رقابهم، فيصبحون فرسى (٣) كموت نفسٍ واحدةٍ، ثمّ يُهْبَط بنبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إِلَّا ملأه زهمُهم ونَتَنُهم، فيرغب نبىُّ الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرًا كأعناق البُخت (٤)، فتحملهم، فتطرحهم حيث شاء الله" (٥).


= وأشراط السّاعة، (١٨/ ٢ - ٤ - مع شرح النووي).
(١) (الحدب): هو كلّ موضع غليظ مرتفع، والجمع أحداب وحداب، والمعنى يظهرون من غليظ الأرض ومرتفعها.
انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٣٤٩)، و"لسان العرب" (١/ ٣٠١).
(٢) (النغف)؛ بالتحريك: دود يكون في أنوف الإِبل والغنم، واحدتها نغفة.
"النهاية في غريب الحديث" (٥/ ٨٧).
(٣) (فرسى)؛ بفتح الفاء؛ أي: قتلى. الواحد: فريس، من فَرْس الذئب الشاة وافترسها إذا قتلها. "النهاية في غريب الحديث" (٣/ ٢٢٨).
(٤) (البخت): هي جمال طوال الأعناق، وهي لفظة معرَّبة، واحدتها بختية للأنثي، وبختي للذكر، وقد سبق شرحها (ص ١٦٥).
انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ١٠١).
(٥) "صحيح مسلم"، باب ذكر الدجال، (١٨/ ٦٨ - ٦٩ - مع شرح النووي).

<<  <   >  >>