للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذا دليلٌ على أن الدُّخان من المنتظر المرتقب، فإن ابن صياد كان من يهود المدينة، ولم تقع هذه القصة إِلَّا بعد الهجرة النبويَّة إلى المدينة المنوَّرة.

وأيضًا؛ فإن الأحاديث الصحيحة ذكرت أن الدُّخان من أشراط السّاعة الكبرى كما سيأتي.

وأمّا ما فسَّر به ابن مسعود رضي الله عنه؛ فإن ذلك من كلامه، والمرفوع مقدَّم على كلّ موقوف (١).

ولا يمتنع إذا ظهرت هذه العلّامة أن يقولوا: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}، فيكشف عنهم، ثمَّ يعودون، وهذا قرب القيامة.

على أن بعض العلماء ذهب إلى الجمع بين هذه الآثار (٢) بأنّهما دخانان ظهرت إحداهما وبقيت الأخرى، وهي الّتي ستقع في آخر الزّمان، فأمّا الّتي ظهرت؛ فهي ما كانت تراه قريشٌ كهيئة الدُّخان، وهذا الدُّخان


= الفتح)، و"صحيح مسلم"، باب ذكر ابن صياد، (١٨/ ٤٧ - ٤٩ - مع النووي)،
والترمذي، باب ما جاء في ذكر ابن صياد، (٦/ ٥١٨ - ٥٢٠)، و"مسند أحمد" (٩/ ١٣٦ - ١٣٩) ح ٦٣٦٠)، تحقيق أحمد شاكر، وقال: "إسناده صحيح".
وذكرت تصحيح أحمد شاكر لهذا الحديث، مع أنّه في الصحيحين؛ لأنَّ قوله: "وخبأ له رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ} الآية ... لم تذكر في الصحيحين، بل في رواية الإِمام أحمد والترمذي عن ابن عمر، وهي موضع الشّاهد هنا، فنبهت على أنّها صحيحة.
(١) انظر: "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٧٢) تحقيق د. طه زيني.
(٢) انظر: "التذكرة" (ص ٦٥٥)، و"شرح النوويّ لمسلم" (١٨/ ٢٧).

<<  <   >  >>