للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإِجابة عمَّا احتجوا به يتلخَّص فيما يأتي:

١ - أن الدَّليل قد جاء بأن هذا الحشر في الدُّنيا؛ كما سبق ذكر الأحاديث في ذلك.

٢ - أن التقسيم المذكور في آيات سورة الواقعة لا يستلزم أن يكون هو التقسيم المذكور في الحديث؛ فإن الّذي في الحديث ورد على القصد من الخلاص من الفتنة فمن اغتنم الفرصة سار على فسحة من الظهر ويسرة من الزّاد راغبًا فيما يستقبله راهبًا فيما يستدبره، وهم الصنف الأوّل في الحديث، ومَن توانى حتّى قلَّ الظهر اشتركوا فيه وهم الصنف الثّاني، والصنف الثّالث هم الذين تحشرهم النّار وتسحبهم الملائكة.

٣ - انَه تبيَّن من شواهد الأحاديث انه ليس المراد بالنار نار الآخرة، وإنّما هي نارٌ تخرج في الدُّنيا، أنذر النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - بخروجها، وذكر كيفية ما تفعل في الأحاديث المذكورة.

٤ - أن الحديث الّذي احتجُّوا به من رواية علي بن زيد - وهو مختلف في توثيقه - لا يخالف الأحاديث الّتي بيَّنت أن هذا الحشر في الدُّنيا، وقد وقع في حديث علي بن زيد المذكور عند الإِمام أحمد (١) انهم "يتَّقون بوجوههم كلّ حدب وشوك وأرض الموقف يوم القيامة أرض مستوية لا عوج


(١) "مسند الإِمام أحمد" (١٦/ ٣٦٥) (ح ٨٦٣٢)، تحقيق أحمد شاكر، أكمله د. الحسيني عبد المجيد هاشم، وذكر أن إسناده حسن، ولكن الحافظ ابن حجر ضعَّف راويه علي بن زيد بن جدعان.
انظر: "فتح الباري" (١١/ ٣٨١).

<<  <   >  >>