للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها ولا أكمة ولا حدب ولا شوك" (١).

قال النوويّ: "قال العلماء: وهذا الحشر في آخر الدُّنيا قبيل القيامة، وقبيل النفخ في الصور؛ بدليل قوله - صلّى الله عليه وسلم-: تحشر بقيتهم النّار؛ تبيت معهم وتقيل وتصبح وتمسي" (٢).

وقال الحافظ ابن كثير - بعد ذكره للأحاديث الواردة في خروج النّار مبينًا أن هذا الحشر في الدنيا -: "فهذه السياقات تدل على أن هذا الحشر هو حشر الموجودين في آخر الدنيا من أقطار الأرض إلى محلة المحشر، وهي الأرض الشّام ... وهذا كله ممّا يدلُّ على أن هذا في آخر الزّمان حيث الأكل والشرب والركوب على الظهر المشترى وغيره، وحيث تهلك المتخلفين منهم النّار، ولو كان هذا بعد نفخة البعث لم يبق موتٌ، ولا ظهرٌ يُشترى، ولا أكل، ولا شرب، ولا لبس في العرصات" (٣).

وأمّا حشر الآخرة؛ فإنّه قد جاء في الأحاديث أن النَّاس مؤمنهم وكافرهم يحشرون حفاة عراة غرلًا (٤) بهمًا (٥)، ففي الصّحيح عن ابن


(١) انظر: "فتح الباري" (١١/ ٣٨٠ - ٣٨١).
(٢) "شرح النووي لمسلم" (١٧/ ١٩٤ - ١٩٥).
(٣) "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ٣٢٠ - ٣٢١)، تحقيق د. طه زيني، والعَرَصات هي الساحات الواسعة.
(٤) (غُرلًا): جمع أغرل، وهو الأقلف، وهو من بقيت غرلته، وهي الجلدة الّتي يقطعها الخاتن من الذكر.
انظر: "النهاية في غربب الحديث" (٣/ ٣٦٢)، و"فتح الباري" (١١/ ٣٨٤).
(٥) (بهمًا): جمع بهيم، وهو في الأصل الّذي لا يخالطه لون سواه، والمعنى: =

<<  <   >  >>