للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكما أنّه لا يَعْلَمُ أحدٌ متى تقوم السّاعة؛ فكذلك لا يعلم أحدٌ متى تظهر أشراط السّاعة، وما ورد أنّه في سنة كذا يكون كذا، وفي سنة كذا يحصل كذا؛ فهو ليس بصحيح؛ فإن التاريخ لم يوضع في عهد النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، وإنّما وضعه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه؛ اجتهادًا منه، وجعل بدايته هجرة النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - إلى المدينة.

قال القرطبي: "إن ما أخبر به النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - من الفتن والكوائن أن ذلك يكون، وتعبين الزّمان في ذلك من سنة كذا، يحتاج إلى طريق صحيح يقطع العذر، وإنّما ذلك كوقت قيام السّاعة، فلا يعلم أحدٌ أي سنة هي، ولا أي شهر، أمّا أنّها تكون في يوم الجمعة في آخر ساعة منه، وهي السّاعة الّتي خلق الله فيها آدم -عليه السّلام-، ولكن أي جمعة؛ لا يعلم تعبين ذلك اليوم إِلَّا الله وحده لا شريك له، وكذلك ما يكون من الأشراط تعيين الزّمان لها لا يُعْلَم، والله أعلم" (١).

* * * * *


(١) "التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة" (ص ٦٢٨)، لشمس الدين أبي عبدالله محمّد بن أحمد القرطبي، نشر المكتبة السلفية، المدينة المنورة.

<<  <   >  >>