للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مئتا سنة لا بد منها (١)، فعلى كلامه لو خرج الدَّجَّال الآن؛ لا بد من مئتي سنة، فيكون قيام السّاعة بعد ألف وست مئة سنة.

وبهذا يتبين بطلان كلّ حديث ورد في تحديد مدَّة الدُّنيا.

وقد ذكر ابن القيم في كتابه "المنار المنيف" أمورًا كلِّيَّة يُعْرَف بها كون الحديث موضوعًا، فقال: "منها مخالفة الحديث صريح القرآن؛ كحديث مقدار الدنيا، وأنّها سبعة آلاف سنة، ونحن في الألف السابعة، وهذا من أبين الكذب؛ لأنّه لوكان صحيحًا؛ لكان كلّ أحدٍ عالمًا أنّه قد بقي للقيامة من وقتنا هذا مئتان وأحد وخمسون سنة" (٢).

فإن ابن القيم عاش في القرن الثّامن الهجري، فقال هذا الكلام، وقد مرَّ على كلامه هذا أكثر من ست مئة واثنين وخمسين سنة، ولم تنقض الدنيا.

وقال ابن كثير: "والذي في كتب الإِسرائيليين وأهل الكتاب من تحديد ما سلف بألوف ومئتين من السنين، قد نصَّ غير واحد من العلماء على تخطئتِهم فيه، وتغليطهم، وهم جَديرون بذلك، حقيقون به، وقد ورد في حديث: "الدنيا جمعة من جمع الآخرة"، ولا يصح إسناده أيضًا، وكذا كلّ حديث ورد فيه تحديد لوقت يوم القيامة على التعيين لا يثبت إسناده" (٣).


(١) "الحاوي" (٢/ ٨٧).
(٢) "المنار المنيف" (ص ٨٠)، تحقيق الشّيخ عبدالفتاح أبو غدة، وانظر: "مجموع الفتاوى" (٤/ ٣٤٢)، لشيخ الإسلام ابن تيمية.
(٣) "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٥)، تحقيق د. طه زيني.

<<  <   >  >>