بل شيعة عليّ رضي الله عنه وما فيهم إلّا مَنْ عليّ أعَزُّ عليه من عينه وأهله. فأعاد عليَّ ما فاتني. ثم قال لي: سمِعْتَ من سُلَيمان بن أحمد اللَّخْمي؟ فقلت: لا أعرفه. فقال: يا سبحان الله! أبو القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه، وتؤذيني هذا الأذى! ما أعرف له نظيرًا. وقال: أتعرف إبراهيم بن محمد بن حمزة؟ قلت: نعم. قال: ما رأيت مِثْله في الحفظ.
وقال ابن مَنْدَه: الطَّبراني أحد الحُفَّاظ المذكورين، حدَّث عن أحمد بن عبد الرحيم البَرْقي، ولا يحتمل سِنُّه لُقِيَّة.
وهذا الذي ذكره ابنُ مَنْدَه قريب، فإن الطَّبراني إنما روى عن عبد الرحيم بن البَرْقي السِّيرة وغيرها فغلِطَ في اسمه وسماه باسم أخيه، وقد نَبَّه على ذلك الحافظ أبو العَبّاس أحمد بن منصور الشِّيرازي فإنه قال: كتبتُ عن الطَّبراني ثلاث مئة ألف حديث، وهو ثقة إلَّا أنه كتب بمِصْر عن شيخ وكان له أخ فسماه باسمه غَلَطًا.
وقال سُلَيمان بن إبراهيم الحافظ: قال الباطِرْقَاني: كان ابن مَرْدُويه سيِّئ الرَّأي في الطَّبراني. ثم قال سليمان: فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟ فأشار إلى حُزم. فقال أبو نعيم: فمن رأيت مثله؟ فلم يقل شيئًا.
وذكر الحافظ ضياء الدين أن ابن مَرْدويه ذكر الطّبراني في تاريخه، ولم يتكلَّم فيه.
توفي الطبراني لليلتين بقيتا من ذي القَعْدة سنَة ستين وثلاث مئة، وله مئة سنة وعشرة أشهر، رحمه الله.