للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو نُعَيم: دخل الطبَراني أَصبَهان سنةَ تسعين فسمع وسافر، ثم قدمها فاستوطنها ستين (١) (٢).

وقال أبو الحسين بن فارس اللغوي: سمِعْتُ الأستاذ بن العَميد يقول: ما كنت أظن أن في الدُّنيا حلاوة ألذّ من الرِّياسة والوزَارة التي أنا فيها حتى شاهدتُ مُذَاكرة سُلَيمان بن أحمد الطبراني، وأبي بكر الجِعَابي بحضرتي، فكان الطبَراني يَغْلِبُ الجِعَابي بكثرة حِفْظه، وكان الجِعَابي يغلِب الطَّبراني بفِطْنته وذكاءِ أهل بَغْداد، حتى ارتفعت أصواتُهما، ولا يكاد أحدهما يغلِب صاحبه فقال الجِعَابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلَّا عندي. فقال: هاته. فقال: حدَّثنا أبو خليفة، حدثنا سُليمان بن أيوب -وحدَّث بالحديث- فقال الطَّبراني: أنا سُلَيمان بن أيوب ومني سمع أبو خليفة فاسمع مني حتى يعلو إِسْنَادك، فإنك تروي عن أبي خليفة عني. فخجل، وغلَبه الطبراني.

قال ابنُ العميد: فوددت في مكاني الوزَارة والرِّياسة لم تكن لي وكنتُ الطبَراني، وفرحتُ مثل الفَرَح الذي فَرِحَ به الطّبراني، لأجل الحديث. أو كما قال (٢).

وقال أبو جعفر بن أبي السَّرِي: سألتُ ابنَ عُقْدة أن يعيد لي فَوْتًا وشدَّدت عليه فقال: من أين أنت؟ قُلْت: من أَصبَهان. فقال: نَاصبة. فقلت: لا تقل هذا، ففيهم فُقَهاء ومتشيِّعة، قال: شيعة معاوية؟ قلت:


(١) "ذكر أخبار أصبهان": ١/ ٣٣٥.
(٢) "طبقات الحنابلة": ٢/ ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>