للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان يذكر أنَّه سمع من أبي القاسم البَغَوي مجلسًا، ولم يكن عنده، فكان يقول: مَنْ جاءني به أَغْنيتُه. وكان يملي الحديث بمِصْر وبسببه خَرَج الدَّارَقُطْني إلى هناك، فإنه كان يريد أن يصنِّف مسندًا، فخرج أبو الحسن إليه وأقام عنده مدَّة يصنِّف له، وحصل له منه مال كثير (١).

روى عنه: الدَّارَقُطْني في كتاب "المُدَبَّج" وغيره أحاديث، والحافظ حمزة بن محمد الكِناني مع تقدُّمه، وعبد الغني بن سعيد، وطائفة:

وله:

مَن أَخْمَلَ النَّفْسَ أَحْيَاها وروَّحَها ... ولم يَبِتْ طاويًا مِنْها على ضَجَرِ

إنَّ الرِّياحَ إذا اشتدَّتْ عواصِفُها ... فليس ترمي سوى العالي من الشَّجَرِ (٢)

قال السِّلَفي: كان من الحُفَّاظ الثِّقَات، المتبَجِّحين بصُحْبة المحدِّثين، مع جلالةٍ ورياسة. يملي ويروي في حال الوزارة، عندي من أماليه، ومن كلامه على الحديث وحسن تصرُّفه الدَّال على حِدَّة فهمه ووفور عِلْمه. وقيل: إنه كان يفطِر وينام نومة، ثم ينهض ويتوضأ، ويصلِّي إلى الغَدَاة.

وقال المُسَبِّحي: لما غُسِّل أبو الفضل جعلوا في فِيه ثلاث شعرات من شَعْر النبي صلى الله عليه وسَلّم أخذها بمالٍ عظيم، وكانت عنده في درج ذهب مختوم بمسك.


(١) "تاريخ بغداد": ٧/ ٢٣٤.
(٢) "تاريخ بغداد": ٧/ ٢٣٥، و "معجم الأدباء": ٧/ ١٦٥, و"وفيات الأعيان": ١/ ٣٤٩، و"فوات الوفيات": ١/ ٢٩٣، وفيه: "فليس تقصف إلا عالي الشجر".

<<  <  ج: ص:  >  >>