للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قريب الظُّهر، فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جُزْء، وكان لا يضجر، لم يكن له غَداءٌ سوى التسميع والتَّصْنيف.

وقال حمزة بن العَبَّاس العَلَوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي الحافظ أبو نعيم أربعَ عشرة سنةً ما له نظير، لا يوجد شَرْقًا ولا غربًا أعلى إسنادًا منه، ولا أحفظ منه، وكانوا يقولون: لما صنَّف كتاب "الحِلْية" حُمل الكتابُ في حياته إلى نَيسَابور فاشتروه بأربع مئة دينار.

ولأبي نعيم مُصَنَّفات كثيرة منها: كتاب "مَعْرفة الصَّحابة" و"دلائل النّبوة" (١) و"المُسْتَخرج على البُخَاري" و"المُسْتَخرج على مُسْلم" و"تاريخ أَصْبَهان" (٢) و"صفة الجَنَّة" وكتاب "الطِّب" وكتاب "فضائل الصّحابة" وكتاب "المُعْتَقد" وغير ذلك.

وقال الخطيب: قد رأيت لأبي نُعَيم أشياء يتساهل فيها منها أنه يقول في الإجازة: أخبرنا - من غير أن يُبيِّن.

وقال السِّلَفي: سمِعْتُ محمد بن عبد الجَبَّار الفُرْسَاني يقول: حَضَرْت مجلس أبي بكر بن أبي علي المُعَدَّل في صِغَري مع أبي، فلما فرغ من إملائه قال إنسانٌ: مَنْ أراد أن يحضُر مجلس أبي نُعَيم فليقم. وكان مهجورًا في ذلك الوقت بسبب المَذْهب، وكان بين الحنابلة والأشْعَرية تعصُّب زائد يؤدِّي إلى فتنة، وقال وقيلٍ وصُداع، فقام إلى ذاك الرجل أصحابُ الحديث بسكاكين الأقْلام، وكاد أن يُقتل.


(١) طبع في حيدرآباد سنة ١٣٢٠ هـ.
(٢) واسمه "ذكر أخبار أصبهان"، وقد طبع في ليدن في جزأين بين سنة ١٩٣١ - ١٩٣٤ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>