للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحُمَيدي: كان أبو محمدٍ حافِظًا للحديث وفقهه، مستنبطًا للأحكام من الكِتَاب والسُّنَّة، متفنِّنًا في علومٍ جَمَّة، عاملًا بعِلْمه، ما رأينا مِثْلَه فيما اجتمع له مع الذَّكاء وسُرْعة الحِفْظ، وكَرَم النَّفْس والتديُّن، وكان له في الأدب والشِّعْر نَفَسٌ واسع، وباع طويل، ما رأيت مَنْ يقول الشِّعْرَ على البديهة (١) أسرَعَ منه، وشعره كثير جَمَعْتُه على حُروف المُعْجم (٢).

وقال أبو القاسم صاعد: كان أبوه أبو عمر (٣) أحمد من وزراء المَنْصور محمد بن أبي عامر ثم وزر للمُظَفَّر بن المنصور، ووزر أبو محمد للمُسْتَظْهر بالله عبد الرّحمن بن هشام، ثم نَبَذ الوزَارة وأقبل على العِلْم، وبَرَعَ في المنطق، ثم أعرض عنه، وأقبل على علوم الإسلام فنال ما لم ينلْه أحد (٤).

وقال أبو حامد الغزالي: وَجَدْتُ في أسماء الله تعالى كتابًا ألَّفه محمد بن حَزْم يدلُّ على عِظم حِفْظه وسَيَلان ذِهنه.

وقال اليَسَع بن حَزْم الغَافِقي (٥): أما محفوظُ أبي محمدٍ فبحرٌ


(١) في الأصل: البديه، وهو خطأ.
(٢) "جذوة المقتبس": ٢٩٠ - ٢٩١.
(٣) في "طبقات الأمم": ٧٦ "أبو عمرو"، وهو وهم.
(٤) المصدر السابق.
(٥) اليسع بن عيسى بن حزم، الغافقي، الجياني، أبو يحيى، مؤرخ، من العلماء بالقراءات، سكن بلنسية، ثم مالقة، ورحل إلى مصر؛ فاستوطن الإسكندرية، ثم القاهرة، وجمع للسلطان صلاح الدين كتابًا سماه "المغرب في محاسن المغرب"، توفي بمصر سنة ٥٧٥ هـ. انظر ترجمته في "الأعلام" للزركلي: ٨/ ١٩١، و"غاية النهاية": ٢/ ٣٨٥ - ٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>