قال ابنُ طاهر: سمِعْتُه يقول بهَرَاة: عُرِضتُ على السَّيف خمس مَرَّات، لا يقال لي: ارجعْ عن مَذْهبك، لكنْ يقال لي: اسكت عمن خالفك، فأقول: لا أسكت.
وسمِعْتُه يقول: أحْفَظَ اثني عشر ألفَ حديثٍ أسرُدها سَرْدًا.
قال أبو النَّضْر الفامي: كان أبو إسماعيل بِكْر الزّمان، وواسِطَة عِقْد المعاني، وصورةَ الإقبال في فنون الفضائل وأنواع المحاسن، منها نُصْرة الدين والسُّنَّة من غير مُدَاهنة ولا مراقبة لسُلْطان، ولا وزير، وقد قاسى بذلك قصدَ الحُسَّاد في كل وقت، وسَعَوْا في رُوحه مرارًا، وعَمَدُوا إلى إهلاكه أطوارًا، فوقاه الله شَرَّهم، وجعل قَصْدهم أقوى سببٍ لارتفاع شأنه.
وقال أبو الوقت عبد الأوَّل: دَخلْتُ نَيسَابور، وحضرت عند الأستاذ أبي المعالي الجُويني، فقال: مَنْ أنت؟ قلت: خادم الشيخ أبي إسماعيل الأَنْصَاري، فقال: رضي الله عنه.
وقال ابنُ السّمْعَاني: سألْتُ إسماعيل الحافظ عن عبد الله بن محمد الأنصاري، فقال: إمام حافظ.
وقال شيخنا العلَّامة أبو العَبَّاس (١): هو إمام في الحديث والتّصوف والتَّفسير، وهو في الفِقْه على مَذْهب أهل الحديث، يُعَظِّم الشافعي وأحمد ويَقْرُن بينهما، وفي أجوبته في الفِقْه ما يوافق قَوْلَ الشَّافعي تارة، وقول أحمد أخرى، والغالب عليه اتِّباع الحديث على طريقة ابنِ المُبَارك ونحوه.
(١) هو العلامة ابن تيمية، وستأتي ترجمته برقم (١١٥٦) من هذا الكتاب.