للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَنْ لا يسمعني ولا يكتب إجازة، فأول ما فاتحته الكلام خَلَط في كلامه، وأجابني على غير سؤالي حَذَرًا من أن أكون مدسوسًا عليه، حتى بَسَطْته وأعلمته أنني من أهل الأندلس، أريد الحج، فأجاز لي لَفْظًا، وامتنع من غير ذلك.

وقال ابن ماكولا: كان الحَبَّال ثِقَةً وَرِعًا خَيِّرًا (١).

وذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة العاشرة من الحُفَّاظ.

وقد جاء إلى أبي إسحاق -قبل أن يُمنع- طَلَبةُ الحديث ليسمعوا منه جُزْءًا، فأخرج به عشرين نسخةً، وناول كلّ واحد نسخة يعارض بها.

وقال ابن طاهر: كان شيخنا الحَبَّال لا يُخرج أصلَه من يده إلّا بحضوره، يدفع الجُزْء إلى الطَّالب، فيكتُبُ منه قَدْرَ جلوسه، وكان له بأكثر كتبه نسَخٌ عِدَّة، ولم أر أحدًا أشَدَّ أخذًا منه، ولا أكثر كُتُبًا منه، وكان مَذْهَبُه في الإِجازة أن يقدِّمها على الإِخبار، يقول: أجاز لنا فلان، ولا يقول: [أخبرنا فلان] (٢) إجازة، يقول: ربما يسقط إجازة فيبقى إخبارًا، فإذا بُدئَ بها لم يقع شك.

وسمِعْتُه يقول: خَرَّج الحافظ أبو نَصْر السِّجْزي على أكثر من مئة، لم يبق منهم غيري.

قال ابنُ طاهر: خَرَّج له عشرين جُزْءًا في وقت الطَّلب، وكتبها في


(١) "الإكمال": ٢/ ٣٧٩.
(٢) ما بين حاصرتن مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": ٣/ ١١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>