للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كاغَذٍ عتيقٍ، فسألت الحَبَّال، فقال: هذا من الكاغَذ الذي كان يُحمل إلى الوزير (١) من سَمَرْقنْد، وقع إليَّ من كتبه قطعة، فكنتُ إذا رأيت ورقةً بيضاء قطعتُها إلى أن إجتمع لي هذا القَدْر.

وقال ابنُ طاهر: لما قصدْتُ الحَبَّال، وكانوا وصفوه لي بحِلْيته وسِيرته، وأنه يخدُمُ نفسه، فكنتُ في بعض الأسواق، ولا أهتدي إلى أين أذهب، فرأيت شيخًا على الصِّفة واقفًا على دُكَّان عَطَّار، وكُمُّه ملأَى من الحوائج، فوقع في نفسي أَنَّه هو، فلمَّا ذهب سألت العَطَّار: مَنْ هذا الشَّيخ؟ قال: وما تعرفه؟ ! هذا أبو إسحاق الحَبَّال. فتبعتُه، وبلَّغْته رسالةَ سَعْد بن علي الزَّنْجَاني (٢)، فسألني عنه، وأخرج من جيبه جُزْءًا صغيرًا فيه الحديثان المُسَلْسَلان، أحدهما مسلسل بالأولية، فقرأهما عليَّ، وأَخذت عليه الموعد في كلِّ يوم في جامع عمرو بن العَاص إلى أن خرجت.

توفِّيَ الحَبَّال سنةَ اثنتين وثمانين وأربع مئة، وله إحدى وتسعون سنة.

ولقيه ابن طاهر سنةَ سبعين.

وسمع منه القاضي أبو بكر بمِصْر سنةَ خمسٍ وسبعين (٣)، ومنع من التحديث بعد ذلك.


(١) في "سير أعلام النبلاء": ١٨/ ٥٠٠ "يعني ابن حنزابة". وقد مرت ترجمته برقم (٩٣١) من هذا الكتاب.
(٢) مرت ترجمته برقم (١٠٠٣) من هذا الكتاب.
(٣) في "تذكرة الحفاظ": ٣/ ١١٩٤ "سنة ست وسبعين".

<<  <  ج: ص:  >  >>