للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال القاضي عِياض: أبو عبد الله محمد بن أبي نَصْر الأَزْدي الأَنْدَلُسي، سمع بمَيُورْقة من أبي محمد بن حَزْم قديمًا، وكان يتعصَّب له، ويميل إلى قَوْله، وكان قد أصابته فيه فِتْنة، ولما شُدِّد على ابن حَزْم خَرَجَ الحُمَيدي إلى المَشْرق.

مات الحُمَيدي في سابع عشر ذي الحِجَّة سنةَ ثمانٍ وثمانين وأربع مئة، وصَلَّى عليه الإِمام أبو بكر الشَّاشي بجامع القَصْر، ودفن بمقبرة باب أبرز بقُرْب قَبْر الشَّيخ أبي إسحاق الشِّيرَازي.

ثم إنه نُقِلَ بعد سنتين إلى مقبرة باب حَرْب فَدُفِن عند بِشْر الحافي (١).

وقد ذكر ابن عساكر أنه كان أوصى إلى الأجل مُظَفَّر ابن رئيس الرؤساء أن يَدْفِنَه عند بِشْر، فخالص وَصِيَّتَه، فلما كان بعد مُدَّة رآه في النَّوْم يعاتِبُه على ذلك، فنقله في صَفَر سنة إحدى وتسعين، وكان كَفَنُه جديدًا، وبَدَنُه طريًّا يفوح منه رائحة الطِّيب (٢).

ومن شِعْره:

لِقَاءُ النَّاسِ لَيسَ يُفيدُ شيئًا ... سوى الهَذَيَان مِنْ قِيل وقَالِ

فأَقْلِلْ مِنْ لِقَاءِ النّاسِ إلّا ... لأخْذِ العِلْم أَوْ إصلاحِ حَالِ (٣)


(١) انظر "وفيات الأعيان": ٤/ ٢٨٣ - ٢٨٤.
(٢) انظر "معجم الأدباء": ١٨/ ٢٨٤.
(٣) البيتان في "الصلة": ٢/ ٥٦١، و"معجم الأدباء": ١٨/ ٢٨٦، و"وفيات الأعيان": ٤/ ٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>