للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال عبد القادر: كان آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المُنْكر، أزال من جِواره منكراتٍ كثيرة، رأيته منع القُرَّاء بالألحان، وقال: هذه القراءة بدْعة، اقرؤوا ترتيلًا.

وقال ابنُ نُقْطَة: كان السِّلَفي جَوَّالًا في الآفاق، حافِظًا، ثقةً، متقِنًا، أحضروا له نسخة سعد الخير "بالمجتبى" للنَّسائي ليرويه، فاجتذبها من يد القارئ بغيظٍ وقال: لا أحدِّث إلَّا مِنْ أَصْلي.

وقال ابنُ المُفَضَّل: حَفِظْتُ أسماءً وكُنىً، ثم ذاكرت السِّلَفي، فجعل يذكرها حِفْظًا، وقال: ما هذا مليح، أنا شيخ كبيرٌ في هذه البَلْدة لا يذاكرني أحد وحِفْظي هكذا؟

وقال الحافظ عبد العظيم: كان السِّلَفي مغرىً بجَمْعِ الكُتُب، وما حَصَل له من المال يخرجه في ثمنها، كان عنده خزائن كُتُبٍ لا يتفرَّغ للنظر فيها؛ فَعَفِنَتْ وتلصَّقت لنداوة البلد؛ فكانوا يخلِّصونها بالفأس، فتلف أكْثرُها.

قال الوجيه عيسى بن عبد العزيز اللَّخْمِي: توفِّيَ السِّلَفي صبيحة الجُمُعة خامس ربيع الآخر سنةَ ستٍّ وسبعين وخمس مئة، وله مئة وست سنين، وحدَّث ليلة مَوْته وهو يردُّ اللحن الخفيَّ على القارئ، وصلى الصُّبْح، ومات فجأة.

كذا قال، ولم يبلغ السِّلَفي مئة وست سنين، بل كمل المئة بيقين، وزاد عليها سنتين أو نحو ذلك، وقد رُوي عنه أنَّه كان يقول: كتبوا عني بأَصْبَهان في أول سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>