للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سمعْتُ "معجَميه" (١) والمُجَالسة للدِّينوري، وكان قد شَرَعَ في "التَّاريخ الكبير" لدمشق.

وقال المحدِّث بهاء الدين القَاسم: كان أبي -رحمه الله- مواظِبًا على الجَمَاعة والتِّلاوة، يَخْتِمُ كلَّ جُمُعة، ويختِمُ في رمضان كلَّ يوم، ويعتكِفُ في المَنَارة الشَّرْقية، وكان كثير النَّوافل والأذكار، ويحيي ليلة النِّصف والعيدَين بالصَّلاة والذِّكْر، وكان يحاسِبُ نَفْسَه على لحظةٍ تذهب. قال لي: لما حَمَلَتْ بي أُمي قيل لها في منامها: تلدين غلامًا يكون له شَأن (٢).

وقال سَعْد الخير: ما رأيتُ في سِنِّ الحافظ ابن عساكر مِثْلَه.

وأثنى عليه الحافظ أبو العلاء الهَمَذَاني ثناءً كثيرًا، وقال: ما كان أبو القاسم إلا شُعْلة نارٍ ببغداد من ذكائه وتوقُّده وحُسْنِ إدراكه (٣).

وقال القَاسم بنُ عَسَاكر: سمِعْتُ التَّاج المَسْعُودي يقول: سمعْتُ أبا العلاء الهَمَذَاني يقول لرجلٍ استأذنه في الرِّحْلة: إن عَرَفْتَ أحدًا أعرفَ مني فحينئذٍ آذَنُ لك أَنْ تسافر إليه إلَّا أن تسافِرَ إلى ابنِ عساكر؛ فإنَّه حافِظٌ كما يجب.

وقال أبو المواهب بن صَصْرَى: كُنْتُ أذاكر أبا القاسم الحافظ عن الحُفَّاظ الذين لقيهم فقال: أما ببغداد فأبو عامرٍ العَبْدَري، وأما بأَصْبَهان


(١) كذا في الأصل، وفي "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٣٣٠، و"سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ٥٦٧ "معجمه".
(٢) انظر "معجم الأدباء": ١٣/ ٨٣ - ٨٤.
(٣) انظر "معجم الأدباء": ١٣/ ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>