فَرَبَّتْه عمَّتُه، ولما ترَعْرَعَ حَمَلَتْه إلى الحافظ محمد بنِ ناصر فاعْتَنَى به، وسمَّعه الكثير، وأوَّل سماعِهِ في سنة ست عشرة.
سمع أبا القاسم بن الحُصَين، وعليَّ بن عبد الواحد الدِّينَوري، وأبا عبد الله الحسينَ بن محمد البَارع، وأبا السَّعادات أحمد بن أحمد المُتَوكِّلي، وإسماعيل بن أبي صالح المُؤَذِّن، والفَقِيه أبا الحسن بن الزَّاغُوني، وأبا غالب بن البَنَّاء، وأبا بكر محمد بن الحسين المَزْرَفي، وأبا غالب محمد بن الحسن الماوَرْدي، وأبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الْأَصْبَهاني، وأبا القاسم بن السَّمَرْقَنْدي، وأبا الوقت السِّجْزي، وابن ناصر، وجماعة. وعِدُّة شيوخه سبعة وثمانون.
حدَّث عنه: ابنُه الصَّاحب محيي الدِّين، وسِبْطة الواعظ شمس الدين يوسُف بن قُزُغلي، والحافظ عبد الغني المَقْدسي، وابن الدُّبَيثي، وابن النَّجَّار، وابن خليل، وابن عبد الدَّائم، والنَّجيب عَبْدُ اللطيف، وخَلْقٌ سواهم.
وبالإِجازة الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وفخر الدِّين بن البخاري، وأحمد بن سلامة الحَدَّاد، وغيرهم.
وكتب بخَطِّه ما لا يوصف كَثْرة، ووعظ في حدود سنة عشرين وخمس مئة وإلى أن مات، وحَصَلَ له من الحُظْوة في الوعظ ما لم تحصل لأحدٍ قط، وحَضَرَ مجالسه ملوكٌ ووزراء وخلفاء من وراء السِّتْر، ويقال: إنَّه كان يَحْضُر مجلِسَه مئةُ ألف.
قال سِبْطُه: سمِعْتُ جَدِّي يقول على المِنْبر: كتبتُ بأُصْبعي ألفَي