للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مجلَّدة، وتاب على يديَّ مئة ألف، وأسلم على يديَّ عشرون (١) ألفًا، قال: وكان يَخْتِمُ في كلِّ أُسبوع خَتمة، ولا يخرج من بيته إلا إلى الجمعة أو المجلس (٢).

ثم سَرَدَ سِبْطُه مصنَّفاته إلى أن قال: فمجموع تصانيفه مئتان ونيِّفٌ وخمسون كتابًا (٣).

قلت: لا أعلم أحدًا صنَّف أكثر من ابن الجَوْزي إلّا شيخَنا الإمام الرَّبَّاني أبا العَبَّاس أحمد بن عبد الحليم الحَرَّاني رضي الله عنه (٤).

وقال الموفق عبد اللطيف: كان ابنُ الجَوْزي لطيفَ الصُّورة، حُلْوَ الشَّمائل، رخيم النَّعْمة، موزون الحركات والنَّغمات، لذيذ المُفَاكَهة، يحضُر مجلِسَه مئِةً ألف أو يزيدون، لا يضيِّع من زمانه شيئًا، يكتب في اليوم أربع كراريس، وله في كل عِلْم مشاركة؛ لكنه كان في التَّفْسير من الأعيان، وفي الحديث من الحُفَّاظ، وفي التاريخ من المتوسِّعين، ولديه فِقْهٌ كافٍ، وأما السَّجْع الوعظي فله فيه مَلَكَةٌ قوية، وله في الطِّبِّ كتاب "اللقط" مجلَّدان، وكان يراعي حْفِظ صحته وتلطيفَ مزاجه، وما يُفيد عقلَه قوَّة وذِهْنَهُ حِدَّة، جُلُّ غذائه الفراريج والمزاوير، ويعتاض عن الفاكهة بالْأَشربة والمعجونات، ولباسُه أفضلُ لباسٍ: الأبيضُ النَّاعم المطيَّب، وله ذِهْن وقَّاد، وجوابٌ حاضر، وعنده مجون ومُدَاعبة حُلْوة، ولا ينفكُّ من جاريةٍ حَسْناء.


(١) في "مرآة الزمان": ٨/ ٣١١، "وأسلم على يديَّ ألف يهودي ونصراني".
وفي "ذيل الروضتين": ٢١ "عشرة آلاف".
(٢) انظر "مرآة الزمان": ٨/ ٣١١.
(٣) انظر "مرآة الزمان": ٨/ ٣١٢ - ٣١٦.
(٤) ستأتي ترجمته برقم (١١٥٦) من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>