للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدَّاني الْأَصْل، السَّبْتي. وكان يكْتُبُ عن نفسه: كتبه ذو النَّسَبين بين دِحْية والحسين.

قال الأَبَّار: كان يذكر أنه من ولد دِحْية الكَلْبي، وأنه سِبْط أبي البَسَّام الحُسيني (١).

سَمِعَ بالأندلس أبا القاسم بن بَشْكُوال، وأبا عبد الله بن المجاهد، وأبا بكر بن الجَدّ، وأبا عبد الله بن زَرْقُون، وأبا القاسم بن حُبَيْش وطبقتهم.

وكان بصيرًا بالحديث، معنيًا بتقييده، مكبًّا على سَمَاعه، حَسَنَ الخَطِّ، معروفًا بالضَّبْط، له حَظٌّ وافر من اللُّغة ومشاركةٌ في العربية وغيرها، ولي قضاء دَانية ثم صُرِفَ لسيرةٍ نُعِيَتْ (٢) عليه، فرحل عنها، وحمل بِتِلْمِسان عن قاضيها ابن أخي حَيُّون، وحدَّث بتونس في سنة خمس وتسعين، وحَجَّ، وكتَبَ بالمشرق، بأصبهان والعراق ونيسابور، أدَّب الكامل (٣)، ونال دُنْيا عريضة، وصنَّف، ودرَّس، وله كتاب "النص


(١) قال ابن خلكان في "وفيات الأعيان": ٣/ ٤٤٩: "كان يذكر أن أمه أمَة الرحمن بنت أبي عبد الله بن أبي البسام موسى بن عبد الله بن الحسين بن جعفر بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فلهذا كان يكتب بخطه "ذو النسبين دحية والحسين" رضي الله عنهما، وكان يكتب أيضًا سبط أبي البسام" إشارة إلى ذلك.
(٢) نعى عليه الشيء ينعاه: قبحه وعابه عليه ووبخه. "اللسان" (نعا)، وفي "سير أعلام النبلاء": ٢٢/ ٣٩٠ "نعتت"، وفي "تذكرة الحفاظ: ٤/ ١٤٢١ "نقمت"، وما في أصلنا أشبه بالصواب.
(٣) محمد بن محمد بن أيوب، من سلاطين الدولة الأيوبية، ولد بمصر، وأعطاه أبوه الملك العادل الديار المصرية فتولاها، وحسنت سياسته فيها، واستمر أربعين سنة، توفي بدمشق، ودفن بقلعتها سنة (٦٣٥ هـ). انظر"وفيات الأعيان": ٥/ ٧٩، ٨٣، ٨٩ - ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>