للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وُلد سنةَ اثنتين وسبعين وخمس مئة بيُونين.

وماتَ والده وهو صغير: فنشأ مع والدتِهِ، وحَفِظَ القُرآن، و"الجمع بين الصحيحين" للحُمَيدي، وأتقن الكتابة، وتفقَّه على الشيخ موفق الدين، وصحب الشيخ عبد الله اليُونيني (١)، ولَبِسَ الخِرْقة من الشيخ عبد الله البَطَائحي؛ صاحب الشيخ عبد القادر، وكان صاحبَ كراماتٍ وأحوال.

سمع من أبي طاهر الخُشُوعي، والحافظ عبد الغني المَقْدسي، وحنبل، والكِنْدي، وغيرهم.

روى عنه: ابناه: الشَّيخ شرف الدين، والشيخ قطْب الدين، والشيخ شمس بن أبي الفتح، وأبو عبد الله بن الرزاد، وأبو إسحاق بن القُرَشية، وخَلْق.

قال ابن الحاجب: اشتغل بالفِقْه والحديث إلى أن صار إمامًا حافظًا.

قال: ولم ير في زمانه جميلَ نفسه في كماله وبراعته، جمع بين عِلْمَيْ الشَّريعة والحقيقة، وكان حسن الخُلُق والخَلْق، نفَّاعًا للخَلْق، مطَّرحًا للتكلُّف، من جُمْلة محفوظه: "الجمع بين الصَّحيحين"، وحدثني أنه حَفِظ "صحيح مسلم" جميعَه وكرَّر عليه في أربعة أشهر، وكان يكرر على أكثر "مسند أحمد" من حِفْظه، وأنه كان يحفظ في الجلسة الواحدة ما يزيد على سبعين حديثًا.


(١) انظر ترجمته في "ذيل الروضتين": ١٢٥ - ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>