كتاب طبقات علماء الحديث

١١٢٤ - اليونيني - ج: 4 - ص: 225

وقال ولده الشيخ قطب الدين: حَفِظ "الجمع بين الصحيحين"، وأكثر "المسند"، وحفظ "صحيح مسلم" في أربعة أشهر، وحفظ سورة الأنعام في يوم واحد، وحفظ ثلاث مقامات من الحريرية في بعض يوم، وكان الأشرف (١) يحترمه ويعظمه، وكذلك أخوه الصَّالح (٢)، وقدم في أواخر عمره دمشق: فخرج الملك النَّاصر (٣) يوسف إلى زيارته، وتأدَّب معه (٤).

توفي في تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وست مئة.

وفيها: ماتَ قاضي القُضَاة صَدْرُ الدِّين أحمد بن قاضي القضاة شمس الدين يحيى بن هِبة الله بن سنِيّ الدوْلة التغْلبي الدمشْقي الشافعي

---

(١) هو موسى بن محمد (العادل)، مظفر الدين، أبو الفتح، من ملوك الدولة الأيوبية، من آثاره دار الحديث الأشرفية: التي تقع في أوائل سوق العصرونية من الجانب الغربي: وهي ما زالت قائمة حنى الآن، وله أيضًا دار الحديث الأشرفية التي تقع بسفح قاسيون على حافة نهر يزيد وقد اتخذت في عصرنا دورًا للسكن.
توفي الملك الأشرف سنة (٦٢٥ هـ) انظر ترجمته في "وفيات الأعيان": ٥/ ٣٣٠ - ٣٣٦، وانظر "منادمة الأطلال": ٢٤ - ٣٤.
(٢) هو إسماعيل بن محمد (العادل)، من ملوك الدولة الأيوبية، تسلطن بدمشق بعد وفاة أخيه الأشرف، ثم أخرج عنها، ثم ملكها سنة (٦٣٧ هـ)، قتله مماليك الصالح نجم الدين أيوب سنة (٦٤٨ هـ)، انظر ترجمته في "العبر": ٥/ ١٩٨ - ١٩٩.
(٣) الملك الناصر يوسف بن محمد بن غازي بن صلاح الدين، آخر ملوك بي أيوب، تملك دمشق سنة (٦٤٨ هـ)، وقتله هولاكو أسيرًا سنة (٦٥٨ هـ)، وقل سنة (٦٥٩ هـ)، انظر "ذيل الروضتين": ٢٠٦، ٢١٢، و "فوات الوفيات": ٤/ ٣٦١ - ٣٦٦، و"العبر": ٥/ ٢٥٦ - ٢٥٧.
(٤) لم يرد هذا النقل في مطبوع "ذيل مرآة الزمان"، وقد ذكر محققه أن ترجمة اليونيني في نسخة أكسفورد تقع في خمس عشرة صفحة من القطع الكبير.