للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإِرْبِلي، وسمع من خلقٍ كثير منهم: الشيخ شمس الدين بن أبي عمر، وفخر الدين بن البُخاري، وابن علَّان، وابن شَيْبَان، ولم يزل يسمع إلى أن سمع من أصحاب ابن عبد الدَّائم.

ورحل سنةَ ثلاثٍ وثمانين؛ فسمع من العز الحَرَّاني، وأبي بكر بن الأَنْمَاطي، وغازي الحَلاوي، وخَلْقٍ، وسمع بمصر والإِسكندرية والحَرَمين وحلب وحماة وحِمْص وبَعْلَبَك والقُدْس ونابلس وغيرها.

ونسخ بخَطِّه المليح المتقَن كثيرًا لنفسه ولغيره، وقرأ الكثير وبَرَعَ في اللغة والتَّصْريف، وانتهت إليه الإِمامةُ في علم الحديث مع الصِّدْق والإِتقان وحُسْن الأخلاق، وكثرة السكون، وقِلَّة الكلام، وكثرة التواضع، والحِلْم والصَّبْر، والاقتصاد في المأكل والمَلْبس، وولي مشيخه دار الحديث الأشرفية وغيرها، وصنَّف كتاب "تهذيب الكمال في أسماء الرِّجال" (١) في مئتين وخمسين جُزْءًا، وهو كتاب حافل، عديم النَّظير، و"كتاب الأَطْراف" (٢) في ستة وثمانين جُزْءًا، وأوضح في هذين الكتابين مشكلاتٍ لم يُسْبق إليها، وقد ملكت الكتابين بخَطِّه والحمد لله، وهو شيخي الذي انتفعت به كثيرًا في هذا العِلْم، وكان إمامًا في السُّنَّة، ماشيًا على طريقة سَلَف الأُمة، ممرًّا للآيات والأحاديث كما جاءت من غيرِ تشبيهٍ ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكان صحيحَ الذِّهن،


(١) تصدره مؤسسة الرسالة في بيروت بتحقيق الدكتور بشار عواد ومراجعة الشيخ شعيب الأرنؤوط.
(٢) هو "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف"، طبع في الهند سنة (١٩٦٥) م بتحقيق عبد الصمد شرف الدين، مع "النكت الظراف على الأطراف" لابن حجر العسقلاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>