وقال ابنُ النَّجَّار: ذُكر لنا أن محمدًا هذا كانت أمه تسمى تيمية، وكانت واعظة، فنسب إليها، وعُرِفَ بها.
ولد شيخنا بحَرَّان يوم الاثنين عاشر -وقيل ثاني عشر- ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مئة.
وقدم مع والده وأهله إلى دمشق وهو صغير، وكانوا قد خرجوا من حَرَّان مُهَاجِرين بسبب جَوْر التَّتار، فساروا بالليل ومعهم الكتب على عجلة لعدم الدَّواب؛ فكاد العدو يلحقهم، ووقفتِ العجلة، فابتهلوا إلى الله واستغاثوا به فنجوا وسَلِموا، وقدموا دمشق في أثناء سنة سبع وستين؛ فسمعوا من الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المَقْدسي جُزْءَ ابنِ عرفة، وغير ذلك.
ثم سمع شيخنا الكثير من: ابن أبي اليُسْر، والكمال بن عبد، والشيخ شمس الدين الحَنْبَلي، والقاضي شمس الدين بن عطاء الحَنَفي، والشيخ جمال الدين بن الصَّيرفي، ومجد الدين بن عَسَاكر، والنَّجيب المِقْداد، وابن أبي الخير، وابن علان، وأبي بكر الهَرَوي، والكمال عبد الرحيم، وفخر الدين بن البُخَاري، وابن شَيْبَان، والشرف بن القَوَّاس، وزينب بنت مكي، وخَلْق كثير.