للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حياتَه على كتب التراجم لا بد من أن يطَّلع على كتاب في التراجم مؤلفه ابن عبد الهادي الذي صرَّح عنه بأنه ما اجتمع به قط إلا استفاد منه، ولو اكتشف الإمام الذهبي تعويل ابن عبد الهادي عليه لقال ذلك، بل لما أثنى عليه هذا الثناء الكبير ..

ثم إننا نرى عالمًا في القرن التاسع الهجري قد اطلع على كلا الكتابين، هو ابن ناصر الدين، ونقل عن ابن عبد الهادي من كتابه طبقات علماء الحديث، ونظم تذكرة الحفاظ كما مَرّ، ولم يشر أدنى إشارة إلى ما يمكن أن يظن من اتكاء ابن عبد الهادي على الذّهبي، وهو الذي وصف ابنَ عبد الهادي بعمدة المحدِّثين.

فطبيعة فهمنا الخاص للتأليف .. والتي تختلف عن طبيعة التأليف عند القدامى، تجعلنا نبحث عن خطوط الاتصال والانفصال بين الكتابين.

ونرى القدامى -في الوقت نفسه- لم يقفوا ليبحثوا عما نبحث عنه من تفرد مؤلف عن آخر.

وحسبي أن شير إلى أن تراثنا الإِسلامي يتمم بعضه بعضًا، ونحن بحاجةٍ إلى غير كتاب في الفن الواحد، لتتبدَّى لنا الصورة كاملة، واضحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>