٣٤٢/م- رأيت بخطه غالباً في إجازة الطلبة بروايته "العثمدة" عن القطب الحلبي وابن سيد الناس عن الفخر ابن البخاري عن المؤلف وهذا مما ينتقده أهل الفن من وجهين: (أحدهما) أن الفخر لم يوجد له تصريح بالإجازة من عبد الغني وإنما قرئ عليه بإجازته لغلبة الظن أن آل الفخر كانوا ملازمين لعبد الغني فيبعد أن لا يكونوا استجازوه له. (ثانيهما) أن اهل الفن يقدمون العلو ومن أنواعه تقديم السماع على الإجازة و"العمدة" قدس معها منعبد الغني: الشيخ أحمد بن عبد الدائم نعمة النابلسي وعبد الهادي بن عبد الكريم القيسي وكلاهما ممكن أجاز لجمع جم من مشايخ شيخنا وقد حدث "بالعمدة" من شيوخ شيخنا الحسن بن السديد بإجازته من أحمد بن عبد الدائم المذكور فكان ذكر شيخنا له أولى فعدل عن عال إلى نازل وعن متفق عليه إلى مختلف فيه فهذا مما ينتقد عليه. ومن ذلك أنه كانت عنده عوالي كثيرة حتى قال لي إنه سمع ألف جزء حديثية ومع ذلك فعقد مجلس الإملاء فأملى "الحديث المسلسل بالألوية" ثم عدل إلى أحاديث خراش وأضرابه من الكذابين فرحاً بعلو الإسناد وهذا مما يعيبه أهل النقد ويرون أن النزول أولى من العلو في هذا الموضع إذا كان العالي من رواية الكذابين وذلك لانه عندهم كالعدم. وقد يحدث الشيخ بالكثير وشغل الناس قديماً واشتهرت تصانيفه في الآفاق. وقد وصفه الأئمة بالحفظ وقرأت ذلك بحط شيخنا حافظ العصر زين الدين