قال أبو إبراهيم المزني: قال الشافعي: كما دخلت على هارون الرشيد قلت له بعد المخاطبة: إني خلفت اليمين ضائعة تحتاج إلى حاكم، فقال: انظر رجلًا ممن يجلس إليك حتى نوليه قضاءها، فلما رجع الشافعي إلى مجلسه، ورأى أحمد بن حنبل من أمثلهم أقبل عليه فقال: إني كلمت أمير المؤمنين أن يولي قاضيًا باليمن، وأنه أمرني أن اختار رجلًا ممن يختلف إلى، وإني قد أخترتك فتهيأ حتى أدخلك على أمير المؤمنين يوليك قضاء اليمن، فأقبل عليه أحمد وقال: إنما جئت إليك لأقتبس منك العلم، تأمرني أن أدخل لهم في القضاء؟ ! ووبخه فاستحيا الشافعي.
"مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي ص ٣٣٩.
قال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما أحد مسّ محبرة ولا قلمًا، إلا وللشافعي في عثقه مِنَّة.
"تذكرة الحفاظ" ١/ ٣٦٢.
قال عبد اللَّه: قال أبي: كان الشافعي إذا ثبت عنده الخبر قلده، وخير خصلة كانت فيه لم يكن يشتهي الكلام، إنما همته الفقه.
"سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٢٦.
قال عبد اللَّه بن ناجية الحافظ: سمعت ابن وارة يقول: قدمت من مصر، فأتيت أحمد بن حنبل، فقال لي: كتبت كتب الشافعي؟
قلت: لا، قال: فرطت، ما عرفنا العموم من الخصوص، وناسخ الحديث من منسوخه حتى جالسنا الشافعي، قال: فحملني ذلك على