ردده أبو عبد اللَّه غير مرة، وفخم كلامه، كأنه يحكي إسماعيل، ثم قال لي أبو عبد اللَّه: لعل اللَّه أن يغفر له بها -يعني: محمد بن هارون- ثم ردد الكلام وقال: لعل اللَّه أن يغفر له، لإنكاره على إسماعيل. ثم قال بعد: هو ثبت -يعني: إسماعيل.
قلت: يا أبا عبد اللَّه، إن عبد الوهاب قال: لا يحب قلبي إسماعيل أبدًا، لقد رأيته في المنام كأن وجهه أسود.
فقال أحمد: عافى اللَّه عبد الوهاب، ثم قال: كان معنا رجل من الأنصار يختلف إلى الشيوخ، فأدخلني على إسماعيل، فلما رآني غضب وقال: من أدخل هذا عليَّ؟ فلم يزل مبغضًا لأهل الحديث بعد ذاك الكلام، لقد لزمتُ إسماعيل عشر سنين إلى أن أُعيب، ثم جعل يُحرك رأسه كأنه يتلهفُ. ثم قال: وكان لا ينصف في الحديث.
قلتُ: كيف كان لا ينصف؟
قال: كان يحدث بالشفاعات، ما أحسن الإنصاف في كل شيء.