للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذا من الأبرار، وتجب طاعته في السر والجهار، ولا يخرج عليه إلا الفجار الأشرار، ثبت في صحيح مسلم وغيره عن عوف بن مالك – رضي الله تعالى عنه – قال، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلّون عليهم ويصلّون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم، ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قالوا: يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة (١)


(١) - انظر صحيح مسلم – كتاب الإمارة – باب خيار الأئمة وشرارهم –: (٣/١٤٨٢) ، وسنن الدارمي – كتاب الرقاق – باب في الطاعة ولزوم الجماعة –: (٢/٣٢٤) ، وهو في المسند: (٦/٢٤، ٢٨) ورواه الترمذي في كتاب الفتن – باب ٧٧: (٧/٤١) عن عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – وقال هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد / ومحمد يُضعَّف من قبل حفظه ١هـ وفي بعض نسخ الترمذي الحكم عليه بالغرابة فقط كما في تحفة الأحوذي: (٣/٢٤٦) ، وتعليق الشيخ الأرناؤوط على جامع الأصول: (٤/٦٧) والحكم عليه بالحُسن وارد في طبعة حمص، وهي السابقة وفي طبعة مصر: (٤/٥٢٩) ، وفي طبعة الترمذي مع شرحه العارضة: (٩/١٢٠) ، ومحمد بن أبي حميد ضعيف كما في التقريب: (٢/١٥٦) ، لكن رواية مسلم تشهد له فترفعه إلى درجة الحسن، والحديث رواه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث عقبة بن عامر – رضي الله تعالى عنه – وفيه بكر بن يونس وثقه أحمد والعِجْلي، وضعفه البخاري وأبو زرعة، وبقية رجاله رجال الصحيح كما في مجمع الزوائد: (٥/٢٢٤) والمراد من قوله: "ما أقاموا الصلاة" إقامة أمور الدين، وهذا من باب التعبير عن العام بأهم أفراده وأظهرها كما ثبت في صحيح البخاري – كتاب المناقب – باب مناقب قريش: (٦/٥٣٣) ، وكتاب الأحكام – باب الأمراء من قريش –: (١٣/١١٣) بشرح ابن حجر فيهما، وسنن الدارمي – كتاب السير – باب في فضل قريش –: (٢/٢٤٢) والمسند: (٤/٩٤) ، وكتاب السنة لابن أبي عاصم –: (٢/٥٢٨) عن معاوية – رضي الله تعالى عنه – قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: "إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كَبَّهُ الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين".