قلنا له: الذي يفهم من هذه الآيات، وما شاكلها، نفي المعجزات المقترحة، ولا يلزم من نفي المعجزات المقترحة نفي المعجزات مطلقًا.
إذ أنه ليس حتمًا على الأنبياء أن يظهروا معجزة كلما طلبها المنكرون!!
بل -على العكس- فهم لا يظهرون المعجزة إذا كان طلبها منطويًا على العناد والامتحان والاستهزاء. . .
ولذلك نظائر في كتب القوم، لا أدري لماذا يغفلون عنها، تقول أسفار العهد الجديد:
" فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكي يجربوه، فتنهد بروحه، وقال: لماذا يطلب هذا الجيل آية. الحق أقول لكم لن يعطي هذا الجيل آية "(إنجيل مرقس: ٨: ١١، ١٢) .
ومعنى هذا النص أن الفريسين طلبوا معجزة من عيسى عليه السلام على سبيل الامتحان، فما أظهر معجزة، ولا أحال- في ذلك الوقت- إلى معجزة ولا وعد بإظهار معجزة فيما بعد. . .!
بل قال:(لن يعطى هذا الجيل آية) وهذا يدل على أنه لن تصدر عنه معجزة إطلاقًا. . .!
لأن لفظ الجيل يشمل جميع الذين كانوا في زمانه!
وليس هذا هو النص الوحيد، الذي نقلته إلينا أسفار العهد الجديد، فهناك نصوص أخرى:
ففي إنجيل لوقا:
" وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدًّا لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة، وترجى أن يرى آية تصنع منه. وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد.