علمائهم، قال: أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم (تسويد الوجه) والجلد مكان الرجم. فقال صلى الله عليه وسلم:" اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه» ، فأمر به فرجم فأنزل الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ}(١)
٩- اتخاذ القبور مساجد:
روى مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي، قال: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس، وهو يقول: " إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلًا، كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك» .
وفي الصحيحين عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم قالا:«لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم - يعنيان: مرض الموت- طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال: - وهو كذلك-: لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدًا. يحذر ما صنعوا» .
وفي الصحيحين -أيضا- عن عائشة رضي الله عنها، «أن أم سلمة وأم حبيبة رضي الله عنهما ذكرتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتاها بأرض الحبشة يقال لها: مارية، وذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولئك