للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقول يوحنا: " وكتب بيلاطس عنوانا ووضعه على الصليب، وكان مكتوبا يسوع الناصري ملك اليهود " (١٩: ١٢) .

يقول نينهام: القد اختلفت الآراء بشدة حول صحة ما كتب عن علته، فيرى بعض العلماء أن الصيغة الدقيقة قد عرفت عن طريق شهود عيان، بينما يعتقد آخرون أنه من غير المحتمل أن يكون الرومان قد استخدموا مثل تلك الصيغة الجافة، وأن ما ذكره القديس مرقس بوجه خاص عن علته، إنما يرجع مرة أخرى لبيان أن يسوع قد أعدم باعتباره المسيا " (١) .

إن اختلاف الأناجيل في عنوان علة المصلوب - وهو ما لا يزيد عن بضع كلمات بسيطة كتبت على لوحة قرأها المشاهدون - إنما هي مقياس لدرجة الدقة لما ترويه الأناجيل. وطالما كان هناك اختلاف - ولو في الشكل كما في هذه الحالة - فإن درجة الدقة لا يمكن أن تصل إلى الكمال بأي حال من الأحوال. وقياسا على ذلك نستطيع تقييم درجة الدقة لما تذكره الأناجيل من ألقاب المسيح، وخاصة عندما ينسب إنجيل إلى أحد المؤمنين به قوله: كان هذا الإنسان بارا، بينما يقول إنجيل آخر في نفس الوقت: كان هذا الإنسان ابن الله. أو عندما يقول أحد الأناجيل على لسان تلميذ للمسيح: يا معلم، ويقول إنجيل آخر: يا سيد، بينما يقول ثالث: يا رب.

إن الحقيقة تبقى هنا دائما محل خلاف.

د - اللصان والمصلوب:

يقول مرقس: " وصلبوا معه واحدا عن يمينه وآخر عن يساره. . واللذان صلبا معه كانا يعيرانه " (١٥: ٢٧ -٣٢) .


(١) تفسير إنجيل مرقس: ص٤٢٤.

<<  <   >  >>