للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن يكن فاخراً بالشعر يذكر في ... أضعافه فبك الأشعار تفتخر

وهذا غلط على البحتري؛ لأن الناس لا يزالون يقولون: فلان يزين الثياب ولا تزينه، ويجمل الولاية ولا تجمله، وفلانة تزيد في حسن الحلى ولا يزيد في حسنها، وفلان تفتخر به الأنساب ولا يفخر بها، وهذا ليس من المعاني التي يجوز أن يدعى أحد من الناس أنه ابتدعها واخترعها أو سبق إليها، ولا يجوز أن يكون مثل هذا - إذا اتفق فيه خطيبان، أو شاعران - أن يقال: إن أحدهما أخذه من الآخر.

٣ - وأنشد لأبي تمام:

ثم انقضت تلك السنون وأهلها ... فكأنها وكأنهم أحلام

وذكر أن البحتري أخذه فقال:

وأيامنا فيك اللواتي تصرمت ... مع الوصل أضغاثٌ وأحلام نائم

وكأنه ما سمع الناس يقولون: ماكان الشباب إلا حلماً، وما كانت أيامه إلا نومة نائم، وما أشبه ذلك من اللفظ، فكيف يجوز أن يكون ذلك مسروقاً؟ ٤ - وذكر أن من ذلك قول أب يتمام:

قد يقدم العير من دعرٍ على الأسد

<<  <  ج: ص:  >  >>