للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحو ذلك في الحسن والصحة قوله:

وإني وإن ضنت علي بودها ... لأرتاح منها للخيال المؤرق (١)

يعز على الواشين لو يعلمونها ... ليال لنا نزدار فيها ونلتقي

فكم غلة للشوق أطفات حرها ... بطيف متى يطرق دجى الليل يطرق

أضم عليه جفن عيني تعلقاً ... به عند إجلاء النعاس المرنق

فقوله: «أضم عليه جفن عيني تعلقاً» من أحسن كلام، وأصح معنى وأصدقه وأكثره، وكثيراً ما ينال أكثر الناس ذلك عند إجلاء النوم، وابتداء اليقظة إذا كان في رؤيا يلذها.

وقال أيضاً:

أجدك ما ينفك يسري لزينبا ... خيال إذا آب الظلام تأوبا (٢)

سرى من أعالي الشام يجلبه الكرى ... هبوب نسيم الروض تجلبه الصبا

وما زارني إلا ولهت صبابة ... إليه وإلا قلت أهلاً ومرحبا (٣)

وليلتنا بالجزع بات مساعفاً ... يريني أناة الخطو ناعمة الصبا

أضرت بضوء البدر والبدر طالع ... وقامت مقام البدر لما تغيبا

قوله: «إذا آب الظلام تأوبا»، آب أي رجع، وتأوب (٤): تراجع.

يعني أن الطيف إذا عاد الظلام عاد، وليس ذلك من التأويب الذي هو سير النهار كله.

<<  <  ج: ص:  >  >>