وقوله:«سرى من أعالي الشام» بيت في غاية الحسن والحلاوة.
... وقال:
أما راعك الحي الحلال بهجرهم ... وهم لك غدواً بالتفرق أروع (١)
بلى وخيال من أثيلة كلما ... تأوهت من وجد تعرض يطمع
إذا زورة منه تقضت مع الكرى ... تنبهت من وجد له أتفزع (٢)
ترى مقلتي ما لا ترى في لقائه ... وتسمع أذني منه ما ليس تسمع (٣)
ويكفيك من حق تخيل باطل ... ترد به نفس اللهيف فترجع
ولست أقول في هذا إلا ما كان البحتري يقوله، وحدثنا به أبو علي محمد بن العلاء السجستاني: إنه كان إذا شرب وسكر أنشد مثل هذه الأبيات وأشباهها من شعره، وقال: ألا تسمعون؟ ألا تعجبون؟.