وهذه ألفاظ في غاية الخلوقة والسخافة، ولو قال: ويستقدن لأهل الجبن والرعب، أو الرهب كان أحسن وتعمل (١):
وقال فيها:
في كل يوم صواقيري مفللة ... تستنبط الصفر لي من معدن الذهب (٢)
ما كنت كالسائل الأيام مجتهداً ... عن ليلة القدر في شعبان أو رجب
أي ما التمست إلا من حيث يجب الالتماس، ولكني خبت.
بل سافع بنواصي الأمر مشتمل ... على قواصيه في بدئي وفي عقبي (٣)
بغربة كاغتراب الجود إن برقت ... بأوبة ودقت بالخلف والكذب
إذا عمدت لشأو خلت أني قد ... أدركته أدركتني حرفة العرب (٤)
قوله: «سافع بنواصي الأمر» من قوله: جل اسمه: «لنسفعاً بالناصية» والسفع بالشيء هو أن يؤخذ ويجذب جذباً فيه عنف.
وكان ينبغي أن يقول: بنواصي الحزم أو العزم، فأما الأمر فإنه (٥). . .
وقوله:
فشبه غيابه بغيبة (٦) الجود الذي يقال يقدم ولا يقدم، يؤكد بهذا عدم الجود، وأنه كلما طمع فيه من أحد كان بعيداً كالغائب الذي يقال:
يقدم ثم لا يقدم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute