لتفننت في الكتابة حتى ... عطل الناس فن عبد الحميد
في نظام من البلاغة ماشك ... امرؤ أنه نظام فريد
وبديع كأنه الزهر الضا ... حك في رونق الربيع الجديد
مشرق في جوانب السمع مايخـ ... لقه عوده على المستعيد
ما أعيرت منه بطون القراطيـ ... ـس وما حملت ظهور البريد
حجج تخرس الألد بألفا ... ظ فرادى كالجوهر المعدود
ومعان لو فصلتها القوافي ... هجنت شعر جرول ولبيد
حزن مستعمل الكلام اختيارًا ... وتجنبن ظلمة التعقيد
وركبن اللفظ القريب فأدركـ ... ـن به غاية المراد البعيد
كالعذراى غدون في الحلل الصفـ ... ـر أو رحن في الخطوط السود
وقد وصف أبو تمام القلم فقال في مديح محمد بن عبد الملك:
لك القلم الأعلى الذي بشباته ... تصاب من الأمر الكلى والمفاصل
له الخلوات اللاء لولا نجيها ... لما احتفلت للملك تلك المحافل
لعاب الأفاعي القاتلات لعابه ... وأرى الجنى اشتارته أيد عواسل
له ريقة طل ولكن وقعها ... بآثاره في الشرق والغرب وابل
فصيح إذا استنطقته وهو راكب ... وأعجم إن خاطبته وهو راجل
إذا ما امتطى الخمس اللطاف وافرغت ... عليه شعاب الفكر وهي حوافل
أطاعته أطراف القنا وتقوضت ... لنجواه تقويض الخيام الجحافل