وثنى العداة إليه عفو لو دنى ... لثنتهم غصباً إليه سيوفه
نعم إذا ابتل الحسود بسيبها ... أحيته بالإفضال وهي حتوفه
ومثله قول البحتري في أبي سعيد:
أسال لكم عفوًا رأيتم ذنوبكم ... غثاء عليه وهو ملء المذانب
وفي عفوه لو تعلمون عقوبة ... تقعقع في الأعناق إن لم يعاقب
قوله:«أسال لكم عفوًا» إلى آخر البيت، استعارة وتجنيس في غاية الحسن والصحة والحلاوة، وهذا كله من قول الشاعر: وللكف عن شتم اللئيم تكرماً ... أضر له من شتمه حين يشتم
وقال أبو تمام في مالك بن طوق:
لم يألكم مالك صفحاً ومغفرة ... لو كان ينفخ قين الحي في فحم
أخرجتموه بكره من سجيته ... والنار قد تنتضى من ناضر السلم