حلماء إن غضبوا كان نفوسهم ... بشرور بين تحف اوب الجودي
ومواهب تترى وسيب لم يزل ... ينساب بين جحافل وجنود
من كل طلق الوجه يسطع نوره ... بسنا النبوة عن أب وجدود
وقوله وكتب بها إليه أيضاً يصف أمة له سوداء مداعباً
أبت صروف القضا المحتوم والقدر ... إلا اشابة صفو العيش بالكدر
وإن من نكد الأيام إن قربت ... دار الحبيب ولكن شط عن نظري
بي من سطا البين ما لو بالجبال غدت ... عهنا وبالسبعة الأفلاك لم تدر
نوى الأحبة والشوق الشديد ولي ... جوى تجدده مهما انقضى فكري
وزادني الدهر هماً لا يعادله ... همّ بسمراء الهتني عن السمر
زنجيه من بنات الزنج تحسبها ... حظى تجسم جثماناً من البشر
كأن قامتها ليلي ومنخرها ... ذيلي فيا لك من طول ومن قصر
لها يد ألفت خطف الكسار ولو ... باتت تحوّط بالهندية البتر
تسطو على القرص سطوى غير ذي جبن ... لو أنه بين ناب الليث والظفر
كم غادرتني من جوع ومن مغب ... حزناً أعض بنان النادم الحصر
ورب يوم غدا موسى يجرعني ... كاساته فيه حتى عيل مصطبري
أروضها تارة عتباً وأزجرها ... طوراً فلم يجد تانيبي ومزدجري
وربما أفحمتني القول قائلة ... وليس كل مقال بالجواب حري
تخشى الردى وبنود المجد خافقة ... على ابن مسعود فرع الفرع من مضر
ليث القساطل جواز الجحافل مخ ... طام الذوابل أمن الخائف الحذر
وكتب إليه السيد المذكور هذه الأبيات يسأله اجازتها وهي لا توجد في ديوانه
لما دنا توديع اروى السهول ... توعر الصبر وعز الوصول
قامت على ساق هياج النوى ... فطلت الأرواح بين الطلول
معركة لم يعط فيها سوى ... أحداق آرام تصيد الفحول
يهدين إن أسفرن صباً وإن ... أغدفن أضللن صحاح العقول
فرّ نسيس الصبر فيها فما ... بال نسيسي قاتلاً لا يزول
فيا عيوناً أطلقت أدمعي ... وصيرت قلبي الشجى في كبول
لا قذيت من طارف لو غدت ... لمهجتي عند رناها دخول
فلو تلاشت منك عللتها ... لعل بعد الهجر حالاً تحول
فكم أورّى منك عن كاشح ... ولم أزد ليلاً لكيلاً يقول
فاسمح بطيف أن تجد أو فخذ ... روحاً على اظلال نجد عجول
إن قبلت سلمي لها لم أقل ... يا ليت لي عند سليمي قبول
فراجعه بقوله نظماً ونثراً. يا مولانا المقتعد صهو المجد. الخافقة عليه الوية السعد. الممتطى كاهل السرايه. المالك أزمة الدرايه. غرة جبهة الزمان. شامة وجنة البيان. وردتني منك أجلك الله ولا برحت مفعم حياض البر. يانع ثمر الشكر. شعر
قواف إذا ما جزن في مسمع امرىءٍ ... فعلن به فعل السلاف المعتق
تسأل اجازتها من ذي باع قعد به القصر. وفكر اصداته الهموم والفكر. فقلت مع علمي أن الصمت أصلح. والعذر أوضح. بل رأيت امتثال الأمر أولى. لا سيما وأنت الآمر وأمرك الأعلى.
لولا أمدّ يدي حتى أنال بها ... زهر النجوم إذا ما كنت لي عضدا
أهلاً وإن لم يدن منها وصول ... شمائلاً أهدت فعال الشمول
بها ومما لاع قلبي أسى ... تلعاب أحداق المها بالعقول
صدت مدى حتى نهاها النهى ... عن صدها زارت فحال النحول
ثم سرت والقلب في أسرها ... ومهجتي حرّا ودمعي همول
فبت لا باتت بها ليلة ... كأنّ في جنبيّ منها نصول
ابرّد بالدمع غليل الجوى ... أوّه متى يروّي المحال المحول