خليفة الله من دارت بنصرته ... وما يشاء من الأفلاك أجرام
في كل ناد له صيت يهيم به ... في كل واد عداه خشية هاموا
لو سابق الدهر لاستدراك غايته ... لرد مما حواه الدهر أعوام
قل للخوارج موتوا في ضلالتكم ... فإنما الدين عند الله اسلام
هذا ابن بنت رسول الله طاعته ... فرض وفيه لأنف الدهر ارغام
يطيعه من أطاع الله متقياً ... ومن عصاه عليه النص الزام
وفي أولى الأمر قول الله حجتنا ... وهم ائمتنا بالحق قد قاموا
يا حجة الله والحبل المتين ومن ... في غير مرضاته الطاعات آثام
أن يمل نابغة الجن القريض فلي ... في نظم مدحك من جبريل الهام
فها كهادرة بل بحر فائدة ... لدى العقول ببذل الروح تستام
تبقى وتذهب أشعار ملفقة ... كغرة في جباه الدهر أوشام
واسلم ودم في سرور ثم في دعة ... ما قام بالروح بل بالله أجسام
وأنشد للمعري في ترجمته من كتابه المذكور
تقضى صاحب التوارة موسى ... وأوقع بالخسار من افتراها
وقال رجاله وحي أتاه ... وقال الآخرون بل افتراها
وما حجي إلى أحجار بيت ... كؤوس الخمر تشرب في ذراها
إذا رجع الحكيم إلى حجاه ... تهاون بالشرائع وازدراها
قال فأجبته أنا وقلت
وحال الله من أعمى لعيني ... بصيرته تناهت في هماها
يقول إذا الحكيم رعى حجاه ... تلاعب بالشرائع وازدراها
فما هذا الخبيث إذاً حكيم ... ولكن ليس يدري ما طحاها
وما أحسن قوله في آخر كتابه المذكور مؤرخاً عام تمامه وهو غاية في الانسجام
وليك ذا الأخير من كتابي ... وما قصدته من انتحابي
من شرحي الموسوم بالاسعاف ... شواهد القاضي مع الكشاف
تم بعون الله مع اسعافه ... ومحض امدادي من ألطافه
وجوده الغمر الذي عم الأمم ... وفضله العم المسمى بالكرم
وسعد من قد ألفت سطوره ... لأجله وانتظمت نحوره
ورصعت خطبته باسمه ... وحليت إذ جعلت برسمه
من قد تحلت باسمه المنابر ... وافتخرت بذكره الدفاتر
من عمرت بعدله البقاع ... وارتفع الشقاق والتراع
وما بقى للبوم في بلاده ... من سكن فهج مع أولاده
والأسد في زمانه مع النعم ... رابضة والذئب يرعى والغنم
ومن بقى في عصره من جائر ... يصول ظالماً سوى الجاذر
من زوال الفتنة حتى ما بقى ... منها سوى الذي يسر الخدق
من ذلت الملوك والقياصره ... لعزه بل الأسود الكاسره
ومن أقول في مديحه ومن ... ومن ومن إلى انقضاء ذا الزمن
لا برحت سدته الشريفة ... جامعة للنكت اللطيفه
حاوية لسائر المعارف ... حائزة لسائر اللطائف
محط أهل العلم والآداب ... وكعبة القصاد والطلاب
بجده النبيّ ثم آله ... وصحبه وتابعي منواله
واتفق الفراغ يوم عاشر ... وقت الغروب من ربيع الآخر
على يد المفتقر الاواه ... منشئه خضر بن عطاء الله
وسائر الأتباع والأصحاب ... مؤرخاً قد انتهى كتابي
أبو الطيب بدر الدين
بن رضى الدين الغري العامري الشامي